يسعدني أن أطلب دعاكم شاكراً الله على مرافقتكم لي ولمن كان معي بالصلاة لتأتي مشاركتنا في اللقاءات التربوية التي تمّت في باريس ما بين 3 و 8 كانون الأول 2018 بالنتائج المرجوّة. وبعد العودة أمس إلى لبنان أحببت أن ألخص لكم بعض ما قمنا به لكي ننفح مدارسنا بنفَسٍ جديد يعزّز استمراريتها ودورها ورسالتها.
صحيح أن التربية الكاثوليكية هي، وعلى حدّ قول قداسة البابا فرنسيس، واحدةٌ من التحدّيات الأكثر اهتماماً للكنيسة. واليوم تواجهنا تحديات كثيرة لكي نقومَ بدورنا وفقاً لانتظارات الكنيسة والإنسان والمجتمع.
لقد توقفنا في باريس عند الأسس الواجب اعتمادها لاعداد رؤساء المدارس ورئيساتها، وكم هو مهم أن نعمل معاً من أجل أن يكون لنا مسؤولون ومسؤولات على مستوى الانتظارات وعلى مستوى الرسالة التي نحن مؤتمنون عليها. إن العمل التربوي هو مسؤولية يتشارك فيها جميع أفراد الأسرة التربوية، ومن الواجب أن نعمل معاً بروح الفريق، مع احترام شخصية كلٍّ منا واحترام طرق التعابير الواجب أن تنسجم دوماً مع الأهداف الأساسية للرسالة وللشرعة التربوية التي تغنينا جميعاً.
لقد أعجبني هذا القول: إن الوجه الوحيد للكنيسة هي المدرسة، وكل مسؤولٍ تربويّ هو انعكاس لهذا الوجه. وعلى هذا الأساس كانت لنا محاضراتٌ تربوية ولاهوتية لإظهار التربية والتعليم كخدمة للأشخاص باسم الانجيل وكمساعدة للعاملين في الخدمة التربوية ليعزّزوا ارتباطهم برسالة التربية الكاثوليكية ويعرفوا أهدافها ويتعاونوا فيما بينهم من أجل التنشئة على الأنسنة المتضامنة وعلى الاصغاء دوماً لما يقوله لنا الروح ولما تدعونا إليه كلمة الربّ.
أيها الأحبة،
واستتباعاً لكل ما تقدّم كانت لنا زيارة إلى مركز إعداد المديرين والمديرات للاطلاع على تفاصيل البرنامج المعدّ لذلك وعلى طريقة العمل، وكل ذلك من أجل التفكير بما يجب علينا أن نعمله معاً في أيامنا الآتية.
كما كانت لنا لقاءات مع أمين عام المدارس الكاثوليكية في فرنسا، ومع معاونيه الأقربين كل على حدة، لتطوير بروتوكول التعاون الموقّع بين أمانتنا وأمانتهم في مؤتمر ايلول 2012. كما التقينا واحداً من الأساقفة المشرفين على المدارس والأمين العام المنتخب والذي سيتسلم مسؤولياته في ايلول القادم.
وفي كل هذه اللقاءات لم يغب عن البال همّ التواصل الدائم فيما بيننا من أجل تعزيز التواصل من جهة، ومن جهة أخرى لتبادل الخبرات بين مدارسهم ومدارسنا والمشاركة في دورات تدريبية إما في لبنان وإما في فرنسا، بالإضافة إلى توأمة تربوية بين عدد من المدارس.
أيها الأحبة،
ولأن الدورات التربوية مكلفة قمنا بزيارة مؤسسة أعمال الشرق للنظر في إمكانيات دعم مركز التدريب في الأمانة العامة وفقاً لمقررات مؤتمر المدارس الكاثوليكية والفرنكوفونية الذي انعقد في لبنان في نيسان الماضي والذي صدرت أعماله التي سيتمّ الإعلان عنها لاحقاً.
أيها الأحبة،
لقد أحببت أن أطلعكم على بعض هذه الأمور لكي نعمل معاً من أجل تحقيق ما تقدّم بمشاركة فعّالة والتزامٍ كنسيّ مسؤول من أجل رقيّ مدارسنا الكاثوليكية في لبنان.
وفي ختام هذه الرسالة لا يسعني إلا أن أكرر الشكر لله ولكم، كما أنني أشكر أيضاً المدعوين إلى هذه اللقاءات التربوية، وهم: الأب اندره ضاهر، الأستاذ ليون كلزي والأخت ميرنا فرح على مداخلاتهم ومشاركتهم وعلى ما سيساهمون بتطبيقه من خلال الأمانة العامة لخدمة جميع مدارسنا الكاثوليكية.
وعلى امل مناقشة ما تقدّم في اجتماع الهيئة التنفيذية وفي اجتماع الهيئة العامة يوم الخميس القادم 13 الجاري، أرجو قبول احترامي ومحبتي.
الأب بطرس عازار الأنطونيّ
الأمين العامّ المدارس الكاثوليكيّة في لبنان