احتفلت الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكيّة مساء الخميس في مركزها بعين نجم بتكريم الرئيس السابق لاتحاد رابطات قدامى المدارس الكاثوليكيّة الأستاذ ناجي الخوري، وذلك “تقديرًا لعشرين سنة من الخدمة والعطاء”.
وفي هذا السياق، ألقى عريف الحفل الأستاذ روبير بيطار كلمة استعرض فيها أهم المحطّات من حياة المحتفى به، فالخوري حاصل على أوسمة عدّة كوسام الأرز الوطني من رتبة فارس من الرئيس ميشال عون، ووسام من البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر ومن بولندا كذلك.
وأضاف بيطار أنّ “الخوري عمل في حديقة الله وأسس للقاء ٢٥ آذار الاسلامي المسيحي حول مريم العذراء”، وتوّجه إليه بالقول:” أرضك صغيرة وقمحك كثير، وأنت الرسول المناضل البسيط الذي يزيل الشوك من حقله لكي يخلّص العالم من الجراح والدماء”.
الأب نصر
وقال الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة الأب يوسف نصر في كلمته: “نجتمع اليوم في مناسبة تكريميّة لناجي الخوري الرئيس السابق لاتحاد رابطة قدامى المدارس الكاثوليكية في لبنان”، مضيفًا:”كلمتنا هي من القلب نعبّر فيها عن مشاعرنا وتقديرنا لهذا الرجل ونعوّل على رابطات قدامى المدارس كي يكونوا الحصن والسند والدعم من أجل المحافظة على رسالتنا التربوية
الوطنية والجامعة”.
وأردف الأب نصر: “نتوجّه اليك يا أستاذ ناجي بكل تقدير واحترام إزاء ما أنجزته خلال عشرين عامًا من العطاء. ومن هذا المنبر سأكشف عن بعض الصفات التي تتمتّع بها: أنت معروف بروح الريادة في القيادة الحكيمة، تستثمر بشغف واندفاع كل شيء وتحوّل الهدف الى قضية وتضحّي بكل شيء كي تصل الى هدفك. كما تثابر لإنجاز الهدف وتعمل طوال الليل والنهار لتحقيقه”.
وأضاف الأب نصر: “تتمتّع كذلك بفن التواصل. هي وزنة لا يعرفها الا قلّة قليلة. فن التواصل واللقاء مع الإنسان الآخر”. وأشار الأب نصر الى أنّ “إضافة الى هذه الوزنات تميّز ناجي بمجموعة من القيم والفضائل كالمحبة، العطاء، الشغف، الاندفاع، وروح الانسانية”، لافتًا الى أنّ “فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أوكله لتأسيس أكاديمية الانسان وهو ما زال مثابراً على تحقيق هذا العمل.”
وقال الأب نصر: “العطاء من الذات يبدأ بإعطاء الذات فإن لم تعط من ذاتك فلا نكهة خاصة لما تقوم به. نحن بحاجة الى أمثال ناجي كي تستمر مؤسّساتنا التربوية خصوصًا في هذه الظروف الصعبة”، موضحًا: “تعبت بعض المؤسسات واستهلكت وحتى بعضها يقفل. وهذا ما لا نتمنّاه. لذا أعوّل على دور القدامى كي يستكملوا المسيرة مع الأستاذ ايلي صايغ لمتابعة رسالة التعليم وهدفه السامي في هذا البلد”.
المحامي ايلي الصايغ
من جهته، استهلّ رئيس رابطة اتحاد القدامى في المدارس الكاثوليكيّة المحامي ايلي الصايغ كلمته بأهداف الإتحاد ومنها “دعم المدارس الكاثوليكية وخلق التعاون
مع الاتحادات في كافة مدارس لبنان”.
واضاف الصايغ: “عملنا يدًا بيد طيلة عشرين عامًا لتحقيق هذه الأهداف النبيلة، فكنتم يا ناجي خير رئيس وأفضل مؤسس. أنت المايسترو العالِم بفن التلاقي والتواصل والاجتماع”.
وأردف الصايغ: “عمل الأب نصر على دعم مسيرة الاتّحاد وحثّ المدارس على الانتساب إليه فتوصّلنا الى توقيع ميثاق القدامى بالتعاون مع الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكيّة”.
وأضاف: “كلمة واحدة تمثّل عمل ناجي الخوري: معاً هي الكلمة الملائمة. فمعًا انطلقنا متذ ٢٠ عاما وزرنا المناطق كي نضمّ المدارس الى الإتحاد كما شاركنا في تأسيس وإدارة مؤسسات اجتماعية وثقافية. ومع شركاء في الوطن شهدنا على انطلاق أكاديمية الانسان كما وصلنا الى “معًا” مقدسة ومباركة حول مريم العذراء”.
السفير بسام طرباه
اعتبر السفير بسام طرباه أنّ “من يستحق أن يُكرَّم في هذه الجمهورية هو ناجي خوري.”
وأضاف: “فكرة اللقاء الاسلامي والمسيحي حول مريم هي كإلهام من الروح القدس، اذ حلم خوري حلمًا بقي يراوده كإشارة من مريم العذراء كي يؤسس لهذا اللقاء”.
وقال طرباه: “اتطّلع على أوضاع الخرّيجين في دول الاغتراب كباريس ومونتريال ونيويورك وسويسرا ودبي والسعودية، حيث زار هذه المؤسسات والمتخرّجين منها وأسس فيها جمعيّات تعنى بهذا الموضوع”.
هكتور حجار
وأشار وزير الشؤون الاجتماعيّة في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار الى أنّ “ناجي هو رسول كلّ لبنان وكلّ اللبنانيين. رسول بناء هذا الوطن. وطن الرسالة”، مؤكدًا أننا “بحاجة في المدارس الكاثوليكية لناجي ومحمد والياس وعلي مارون لبناء هذا الوطن. نحن نتطلّع الى رجال يكونون الخميرة في هذا العجين والملح في هذه الأرض”.
وتابع حجار: “رسالتنا ان نصنع رجال دولة ومرسلين من أجل لبنان ومن أجل هذا الشرق”، مردفًا أنّ ” ناجي هو مناضل من مناضلي هذا الوطن. عمل بصمت وسرية. في الساحات وبمواجهة احتلالات. استعمل أسلوب غاندي اللاعنفي ولي الشرف أنني تعلّمت منه كيفية تحريك الجماعات من خلال درس ساعدني به في الجامعة اليسوعية”.
وأنهى حجار كلمته بالقول: “أتمنى أن يزداد عدد الاشخاص المكرّمين كناجي”.
وتوالت شهادات حياة سريعة التي تمثّل بعض التزامات ناجي خوري والتزامه في اللقاء الاسلامي المسيحي والحياة الاجتماعية. ومن أهم ما قيل فيها: “كثيرة هي المواقف التي اطلعناها معك يا ناجي الخوري، لذلك نراك رمزًا من رموز وطننا الحبيب. نحن نراك ونلمس معك رمز الانفتاح والحوار. بالرغم من كل التحديات نراك تزداد إصرارًا من خلال العمل المشترك لإنجاز السلام. تتميّز بالحسّ الوطني لا المذهبي ولا الطائفي. أنت من طلائع الشخصيات التي كرّمت من سلسلة وجوه تاريخيّة في اليسوعيّة. وقال فيك العلّامة السيد علي فضل الله: “نكرّم عمله الدؤوب من أجل لقاء الأديان”.
واعتلى الخوري المنبر متأثّرًا لإلقاء كلمته، على وقع عبارته الشهيرة: “في كلّ مسيحي بعض مسلم وفي كلّ مسلم بعض مسيحي حلّينا على بعضنا وما رح نحل عن بعضنا”.
وقال الخوري: “حين اتّصل بي الأب نصر والاستاذ ايلي الصايغ كي يطلعوني على قرارهم بتنظيم هذا الاحتفال، شعرت بالخجل والانزعاج من جهة وبالامتنان والفخر من جهة أخرى. هذا التكريم لكل واحد منكم. لأن الانسان لوحده لا يستطيع أن ينجز شيئًا.”
وأضاف: “مشروعي الأساسي في الحياة كان الالتحاق بالعمل الديبلوماسي، لكن الحرب خرّبت كل خططي، وصبّ هذا الموضوع في مصلحتي”.
وأردف الخوري: “تعلّمت من الوزنات التنظيم وكيفية جمع الناس ومن حظي أنّني تعاونتُ مع رجالات كبار آخرهم الرئيس ميشال عون. كما عملتُ مع الآباء اليسوعيين الذين أصبحوا في دنيا الحق وبعدها تعرّفت على السيد علي فضل الله وكل العائلة الكريمة”.
وأشار الة أننا “نتطلّع لنبني سويًّا مجتمعًا أكثر احترامًا وأكثر محبة. علينا أن نتعلّم الحب وألّا نخجل بذلك”.
واوضح الخوري أنّ عناوين كلمته ستدور حول خمس نقاط اساسيّة وهي: الإيمان، القيم، لبنان الرسالة، التربية وأهمية التطوّع والالتزام”.
وقال: ” انطلاقًا من الإيمان، تجمعني منذ طفولتي علاقة خاصة بمريم العذراء. وكنت أشيّد مزارًا لها في غرفتي”.
ولفت الخوري الى أنّ “انطلاقًا من مبدأ “لبنان الرسالة”، الشخصية العصرية الوحيدة التي فهمت دور لبنان هو البابا القديس يوحنا بولس الثاني، فاسم لبنان مكتوب ٧٢ مرة في الكتاب المقدّس. ومن هذا المنطلق قدّم الرئيس عون للأمم المتحدة اقتراح إنشاء “أكاديمية الإنسان” في لبنان وتمّ عرضه للتصويت. وقد حصل الاقتراح على ١٦٥ صوتًا مقابل ١٦٧ بعض رفض الولايات المتّحدة الاميركية واسرائيل التصويت على المقترح”.
وتابع الخوري: “طاقتنا البشرية هي ثروتنا الحقيقية. لذا علينا العمل على تعزيز التعليم التربوي والخاص”، مستشهدًا بقول لعون: “مجتمعنا التعددي أكبر من أن يبلع وأصغر من أن يقسّم”.
وفي الختام تمّ أخذ الصور التذكاريّة وتقديم الدروع التكريميّة للمكرَّم.