اللجنة الأسقفية والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان
أعلنت عن المؤتمر السنوي الخامس والعشرين للمدارس الكاثوليكية 4 و5 ايلول 2018
المركز الكاثوليكي للإعلام 30 آب 2018
عقدت اللجنة الأسقفية والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان في المركز الكاثوليكي للاعلام مؤتمراً صحافيا، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، للإعلان عن برنامج المؤتمر السنوي الخامس والعشرين للمدارس الكاثوليكية والذي يحمل عنواناً “استمرارية المدرسة الكاثوليكية، شروط وتطلعات”، برعاية صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في 4 و5 أيلول 2018، عند الساعة التاسعة صباحاً في ثانوية مار الياس للراهبات الأنطونيات – غزير. يتمحور المؤتمر حول التربية على الأنسنة المتضامنة، إشكالية المؤتمر، وبرنامج المؤتمر.
شارك فيه مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، رئيس عام جمعية المرسلين اللبنانيين قدس الأب مالك بو طانوس، أمين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان الأب بطرس عازار الأنطوني، مدير مدرسة الأنطونية الدولية عجلتون الأب اندره ضاهر الأنطوني، ومدير مدرسة المخلص جعيتا الأب يوسف نصر المخلصي. بحضور أمين عام جمعية الكتاب المقدّس مايك باسوس وعدد من الإعلامييين والمهتمين.
ابو كسم
بداية رحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال:
“يسرني شحصياً في كل سنة أن استقبل هذه اللجنة الأسقفية بالذات لتعلن عن المؤتمر السنوي الخامس والعشرين للمدارس الكاثوليكية الذي يحمل عنواناً “استمرارية المدرسة الكاثوليكية، شروط وتطلعات”، ويمكنني القول أن هذا العنوان هو عنوان ملطف يمكن أن نطلق تسمية أخرى هي التحديات التي تواجه المدارس الكاثوليكية اليوم والخطة التي يجب أن تتبعها هذه المدارس أو المدارس الكاثوليكية لكي تتخطى هذه الازمة الكبيرة التي تمر بها المدرسة الخاصة بنوع خاص في لبنان وتحديداً أيضاً بالنسبة إلينا المدارس الكاثوليكية.”
وختم بالقول “الدولة نجحت في إرضاء الناس ونجحت بوضع الأهل والناس والأساتذة في مواجهة المدرسة الكاثوليكية، طبعاً الكنيسة لن تستسلم فهي أم ومعلمة، أم تشعر مع الأهل ومعلمة تشعر مع الأساتذة، وتمنياتنا أن يساهم هذا المؤتمر بإنهاء هذه الأزمة وللمدارس الكاثوليكية دوام التقدم والنجاح.”
عازار
ثم كانت كلمة للإب بطرس عازار جاء فيها: “يشرفني بداية أن أشكر الله على أن هناك مراكز نستطيع أن نطلق منها كلمة الحق والكلمة التي أرادتها الكنيسة أن تكون خدمة لجميع الناس وأملاً لجميع الناس. “
وقال “بالفعل نحن أمام تحدٍ ولكن نحن أمام بقية باقية، نحن أمام تحد لأن الكثيرين لا ينظرون إلى المدرسة الكاثوليكية تحديداً إلا نظرة إقتصادية، في حين أننا نحن ننظر إلى المدرسة الكاثوليكية نظرة عاملة على ترفع الإنسان، رجاؤنا أن هناك أشخاصاً رهباناً وراهبات كهنة مؤمنين ومؤمنات مصرون على التعاون مع المدرسة الكاثوليكية من أجل تنشأة أولادهم وتربيتهم هذا هو رجاء، الصعوبات كثيرة نعم ولكن الأمل كبير، لذلك أحببنا أن يكون هذا المؤتمر الصحافي في قلب المركز الكاثوليكي للإعلام لنؤكذ على أننا باسم الكنيسة نحن نعمل، ومن أجل الإنسان نحن نعمل.”
أبو طانوس
بدوره تناول قدس الأب مالك أبو طانوس تناول التربية على الإنسنة المتضامنة لبناء حضار المحبة فقال:
بعد مرور 50 سنة على التعليم الحبري وثيقة «ترقي الشعوب» للبابا بولس السادس، والتي تعطي العالم شكلاً اجتماعيًّا، أخلاقيًّا جديداً، تدعوه إلى العمل للسلام والعدالة والتضامن من خلال الإنتماء المتبادل للشعوب .
تابع “البابا فرنسيس يدعو الكنيسة إلى الخروج إلى كل الإطراف، والكنيسة بخروجها تقصّر المسافات، تنزل إلى الأسافل وترافق الإنسانيّة. وهذه الأنسنة المتضامنة تحتاج أن تتحقّق في عالم مليء بالاختلافات والفروقات الثقافيّة ووجهات النظر المتباينة للحياة وكما أيضاً عالم تعايش المعتقدات المختلفة.”
وقال “هذه الوثيقة تقترح الخطوط العريضة للتربية على الأنسنة المتضامنة:
1- أنسنة التربية أن يصبح الإنسان هو الهدف الأساسي في التربية، النموّ المتناغم للمقدرات الطبيعيّة والأدبيّة والفكريّة لخلق حسّ المسؤوليّة، إكتساب الحريّة الحقّ؛ التربية في خدمة الحوار والعمل لأجل الخير العام.؛ التربيّة عمليّة تأهيل الفرد للحياة العامة؛ أنسنة التربية يعني وضع الإنسان أوّلاً في صلب التربية، هو محور العلاقات الإنسانيّة؛ أنسنة التربية نعني أيضاً خلق معاهدة تربويّة بين الأجيال، في العائلة تتأسّس الأنسنة؛ أنسنة التربية يعني أبعد من عمليّة التلقين والتعليم، إنّما خلق مساحات للتعاضد واللقاء، تحطيم جدران التقوقع وفتح صفوف المدرسة لحدود الحياة الاجتماعيّة الواسعة حيث التضامن والمشاركة.
2- ثقافة الحوار: الدعوة إلى التضامن تدعو ناس القرن الحادي والعشرين إلى مواجهة تحدّيات التعايش المتعدّد الثقافات.للديانات مبادئها وقِيمها، والكنيسة الكاثوليكيّة لا ترفض شيئًا من الحقّ والمقدس لهذه الديانات، فقط من واجبها أن تُعلن صليب المسيح علامة للحبّ الإلهي الشامل، وترى أنّ صعوبات التضامن في المجتمع تأتي من نقص في التربية على الأنسنة المتضامنة وثقافة الحوار. وثقافة الحوار لا تقوم فقط على تخفيف شعور الغربة، إنّما على الحريّة والمساواة، وتحقيق المبادئ الأدبيّة: السلام والاحترام والديمقراطيّة ببناء جسور بين الشعوب.
3- عولمة الرجاء:
يقول البابا بندكتوس السادس «الترقّي هو الاسم الجديد للسلام». عولمة الرجاء هو خلق علاقات في التربية تبني على الحبّ المسيحي. «الإنسان لن يخلص بالعِلم، إنّما بالحبّ».من هنا إستعمال العلوم وتحويلها إلى الإنسان وتحقيق ذاته في الإنسانيّة. والتربية المسيحيّة هي في صميم ثقافة الحياة، الحياة التي تنمو – هذه الحياة هي نبع الرجاء.
4- من أجل تضمين حقيقي:
السماح للفرد أن يشعر أنّه فاعل حقيقي في بناء الأنسنة المتضامنة؛ السهر على دراسة العلوم لتتطابق مع الأخلاقيّة الإنسانيّة. والنظر بعيدًا إلى الأجيال المستقبليّة. على مواطن اليوم التواصل مع بني جيله، لكن أيضاً مع مواطني الغد. من هنا يجب بناء ثقافة مؤسّسة على أخلاقيّة عبر الأجيال، على أخلاقيّة مستدامة دون أن ننسى ً التواصل مع الإرث الأدبي للأجيال السابقة والغني في التاريخ.
كل هذه الأسس للتربية على الأنسنة المتضامنة تضعها الوثبقة في فصل شبكات التعاون تتحقق من خلال امور كثيرة أهمها: مجمعيّة المعلّمين، تعاون الطلاب في مجالات الدراسة، ذهنيّة تضامن بين المعلّمين والمتعلمين، تشجيع الأبحاث ضمن فريق تعاون بين المؤسّسات الجامعيّة دوليًّا، وتعاون بين المعاهد وعالم المهن والعمل والتجارة.
وختم الأباتي ابو طانوس بالقول “الكنيسة من خلال تعاليمها وتوجيهاتها ومبادئها وقيمها هي المساهمة الكبرى في بناء الأنسنة المتضامنة. ولإعطاء روح للعالم، قرر مجمع التربية الكاثوليكيّة أن يسلّط الضوء على أولويّة «حضارة المحبّة». هذه كانت توصية المؤتمر العالمي في روما 18-21/11/2015 «التربية اليوم وغداً – شغف يتجدّد». وتأتي هذه الوثيقة وسيلة مفيدة لخلق حوار بنّاء مع المجتمع المدني والمؤسّسات العالميّة، ولتسليط الضوء على التربية الكاثوليكيّة وإنهاضها، وخلق عالم مبنيّ على الأنسنة المتضامنة.
ضاهر
بدوره تحدث الاب أندريه ضاهر عن إشكالية المؤتمر فقال:
“إنّ الوضع الرّاهن الذي تمرّ به مؤسّساتنا التّربويّة نتيجة استحالة تطبيق القانون ٤٦/2017 بأكمله يشكّل تحديا كبيرا لاستمرارية التزام هذه المؤسسات بالتكرّس لقضيّة التّربية التي تشكّل بعدا أساسيا في مشاركتها في الرّسالة الالهيّة وفي الخدمة الوطنية والإنسانية. “
أضاف” زد على ذلك الضّائقة الاقتصاديّة التي تعصف بكلّ مكوّنات الشّعب اللّبناني والتي أرخت بثقلها على معضلة تغطية أعباء كلفة التّعليم في بلد تقف حكومته المكتفية بالتّشريع من جهة واحدة، مكتوفة الأيادي أمام الزاميّة اعالة الأهلين احتراما لخياراتهم وصونا للنّظام اللّبناني التّعددي والحرّ.”
أردف “أمام هذا الواقع وعشيّة مطلع العام الدراسي 2018-2019 أرادت الأمانة العامة، ومن خلال اطلاق هذا التّفكير الجماعي، وبالاستناد إلى تعاليم الكنيسة، وبخاصة ما ورد في الوثيقة المنوّه عنها أعلاه، أن تجدّد تعهّدها باستمرار خدمتها للمجتمع اللّبناني وأن لا تؤمّن الجودة فحسب بل أن تنكب على تأمين الكمال التّربوي انطلاقا من الثّوابت والخيارات التّربوية التي اتسمت بها منذ قرون. فبالرغم من كلّ الاضطهادات والمحاولات المتعدّدة لتشويه صورتها ولزعزعة الثّقة بين مكوّناتها لم تتوان الكنيسة من خلال مدارسها في تنشئة الإنسان بكل أبعاده وتدريب النّاشئة على حريات بنات الله وابنائه في تربيتهم التّفاعليّة على الحياة الاجتماعيّة والمواطنة.”
تابع “املنا أن يسلّط هذا المؤتمر الضّوء على حقيقة جوهريّة الا وهي: ان خدام المدارس الكاثوليكيّة، واعني بذلك المديرات والمديرين من كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين، ليسوا في مواجهة مع احد، كما يحلو للبعض تظهير هذا الأمر، بل انهم يشكّلون صوت الذين لا صوت لهم انطلاقا من رعايتهم كافة مكوّنات العائلة التّربويّة بالرّجاء المسيحي المعهود وبالحرص على الحقوق العادلة والمتوازنة للجميع.”
وقال “ولذلك تطرح عائلة المدارس الكاثوليكيّة في لبنان، متحلّية بالجرأة الانجيليّة وبالمسؤوليّة، وفي ظلّ البيئة غير الحاضنة لرسالتها، السّؤال التّالي: هل لا تزال المدرسة الكاثوليكيّة حاجة للمجتمع اللّبناني؟ وما هي السّبل المتاحة لاستمراريّتها؟”
تابع “في مناسبة اليوبيل الفضي لانعقاد المؤتمرات السنويّة التي نظّمتها وتنظمها اللجنة الأسقفية والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكيّة، تعلن هذه المدارس قناعتها عن أهمّيّة العودة الى العقلانيّة وإلى العمل المشترك وإلى الشّراكة بغية تخطّي الأزمات بالرّجاء وبالحوار، للمضي قدما بالرّسالة التّربويّة بعيدا عن التّهوين والتّهويل بالتّعطيل واللّجوء الى القضاء بالاضافة إلى التضامن لمطالبة الدولة بتحمّل مسؤولياتها وفقاً لما دعت إليه لقاءات بطاركة الشرق واجتماعات بكركي، وبخاصة ما ورد في الاجتماعين المنعقدين بتاريخ 1 شباط و24 اذار 2018.”
وختم بالقول “يهمنا التذكير بأن المؤتمر الأول للامانة العامة عالج المعضلة ذاتها التي يتناولها المؤتمر الخامس والعشرون اي “حريّة التّعليم” التي تحرص عليها الكنيسة كحرصها على لبنان السّيّد الحرّ المستقل. ولذا فهي ستبقى تناضل بالانابة عن الجميع من أجل صون المدرسة كرافعة تربويّة لبلاد الأرز بالاعتماد على الشهادة المثلثة لقيم الحق والخير والجمال. “
نصر
وفي الختام عرض الأب يوسف نصر المخلّصي”برنامج وبنية المؤتمر” جاء فيه:
“يسعى مؤتمر المدارس الكاثوليكية الخامس والعشرون الى معالجة الإشكالية المطروحة من خلال الإجابة على السؤال التالي: ما هي الشروطَ التي تضمن استمرارية المدرسة الكاثوليكية في لبنان وما هي المرتكزاتِ التي يقوم عليها مستقبلُ هذه المدرسة ؟ وذلك من خلال ثلاثةَ محاور يسبقها جلسةُ الإفتتاح وتليها جلسةُ الحتام.
1- جلسة الإفتتاح تشكل عرضاً موجزاً ل “واقع المدرسة الكاثوليكية في لبنان : فرص وتحديات” من خلال اربع كلمات :
كلمة الترحيب وإطلاق أعمال المؤتمر يلقيها سعادة الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان قدس الأب بطرس عازار الإنطوني .
• الكلمة الثانية حول “واقع المدرسة الكاثوليكية في المشهد التربوي اللبناني” مع حضرة الأستاذ ليون كلزي، عضو الهيئة التنفيذية للمدارس الكاثوليكية في لبنان
• الكلمة الثالثة حول “مدرسة رجاء – كنيسة مضطهدة : المدرسة الكاثوليكية، خدمة كنسية للمجتمع اللبناني” يلقيها صاحب السيادة المطران حنا رحمة، رئيس اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية
• وخطاب الإفتتاح مع غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، راعي المؤتمر وهو بعنوان : ” تحرير المدرسة الكاثوليكية من أجل وطن أكثر إنسانية وتضامن”
– المحور الثاني يتناول مسألة شائكة تتعلق بعلاقة المدرسة الكاثوليكية بالدولة اللبنانية.
– المحور الثالث يتناول مسألة بالغة الأهمية تتعلق بهوية المدرسة الكاثوليكية وهي “خصوصية المدرسة الخاصة في لبنان وكيفية تعزيزها”.
– المحور الرابع يتضمن طاولة مستديرة حيث تعالج فيها مسألة مستقبل المدرسة الكاثوليكية في لبنان في ظلّ الأزمة الوجودية الراهنة.
– الجلسة الختامية، يديرها الأب يوسف نصر المخلصي، عضو الهيئة التنفيذية للمدارس الكاثوليكية وتُقسم الى ثلاثة أجزاء
– الجزء الأول بعالج مسألة “تموضع المدرسة الكاثوليكية في نظام تربوي عادل.
– الجزء الثاني، مخصص لعرض توصيات المؤتمر واستراتيجية العمل المشترك مع اللجنة المنظِّمة للمؤتمر.
– الجزء الثالث هو كلمة الختام مع سعادة الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الأب بطرس عازار الأنطوني.